سنة 1990 حصلت حادثة من أغرب وأصعب حوادث
الطيارات, في رحلة الخطوط البريطانية على ارتفاع 17 الف قدم، شباك الطائرة انكسر
وكابتن الطائرة خرج من الشباك وعلق بمقدمة الطائرة، الطائرة كلها فقدت توازنها
والطيار المساعد كان يسيطر على الطائرة بصعوبة جدا، شخص من الطاقم إستطاع الدخول
لمقصورة القيادة وأمسك جثة الطيار, ومع أنه كان متأكدا أنه مات, ورغم التعب الذي
كان يحس به ظل متمسكا به إحتراما لجثته, ودرجة الحرارة حوالي 50 تحت الصفر، رغم كل
الظروف الطيار المساعد إستطاع الهبوط بالطائرة في مطار ساوث هامبتون في انجلترا.
وتفاجئوا أن الطيار الذي ظنوه ميتا لا يزال حيا,
والمساعد الذي أمسكه تكسرت يده من الضغط عليها، وكل الركاب في الطائرة نجوا.
بعد التحقيق في الحادثة اكتشفوا أن السبب هو
الشخص المسؤول عن صيانة الطائرة, استخدم مسامير 66 مليمتر في ربط الشباك أصغر من
المسامير التى يجب إستخدامها.
قصة الحادثة توضح الفرق بين شخص مستهتر في عمله
(عامل الصيانة) كان من الممكن أن يتسبب في قتل 86 شخص، وشخص متفاني ومتقن لعمله
(طاقم الطائرة) كان سبب في أن 86 شخص عاشوا وعادوا لأهلهم بسلام، وأن نتعلم أنه
يجب التمسك بالأمل لغاية آخر لحظة مهما كانت الظروف.
الطيار الذي ظنوا أنه مستحيل أن يعيش، عاش وعاد
لعمله بعد 5 أشهر من العلاج، والشخص الآخر عاش عمره كله وهو يحس بإحساس بطولي في
أنه هو السبب في أن صديقه لا زال حيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق